ترجمة الدكتور إبراهيم السعافين

    الدكتور إبراهيم عبدالرحيم سعد السعافين (الأردن).
    ولد عام 1943 في مدينة الفالوجة.
    تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب ـ جامعة القاهرة 1966, ثم حصل على الماجستير 1972 والدكتوراه 1978.
    اشتغل بالتدريس في المملكة العربية السعودية, وفي الكويت حتى 1978, ثم عمل بجامعة اليرموك أستاذاً مساعداً فأستاذاً مشاركاً فأستاذاً 1978 - 1990, ويعمل منذ 1990 أستاذاً للأدب الحديث والنقد بالجامعة الأردنية. وقد عمل خلال ذلك رئيسًا لدائرة اللغة العربية بجامعة اليرموك, وأستاذاً زائراً بعدد من الجامعات. عضو اللجنة التنفيذية لمهرجان جرش الأول والثاني, ورئيس تحرير مجلة أبحاث اليرموك, وعضو مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
    أعماله الإبداعية: ليالي شمس النهار (مسرحية) 1982.
    مؤلفاته: تطور الرواية العربية الحديثة في بلاد الشام ـ مدرسة الإحياء والتراث ـ نشأة الرواية والمسرحية في فلسطين ـ أصول المقامات ـ المسرحية العربية الحديثة ـ الأدب العربي من أواخر العصر العباسي (بالاشتراك) ـ نظرية الأدب ــ رواية في ظلال الرمان (ترجمة).
    حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1993.
    عنوانه: قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب ـ الجامعة الأردنية ـ عمان ـ الأردن.

           
           
أفــــق الخيول

في فضاء الصقيع

تناثرت الشهب

تعْبَى من الشوق

يا لنكوص الليالي

ولفح الجليد

وأحزانه الماطرهْ !!

مضى في القفار العصيَّة

والنجم مدّثر بالغيوم

فلا الفجر جاء

ولا الموت جاء

وكل الطيور غفت في الرياض

وكل النساء أتاها المخاض

ولملمت الريح أوراق كل

الشجيرات,

تطعمها النار

إلا طيور المنافي

يبعثرها الليل

والسيل

تبحثُ في الأفق

عن حلم الأبجدية..

علمته الحكايات أن يستطيل

كما القمح

أن يستقيم

كما الرمح

أن يستدير كظلم الليالي

فما زال يُخْلَقُ في الملكوت

أبـيّا على السيف والخنجر الملكي,

عصيّا على الذاريات

تطهره النار بالثلج والقمح والملح

تفرش للحب ليل المحبين

تنسج من غابة الفجر

أحلامه الغجريه

وماذا .... وأنتِ على شُرْفات

الرياح

تبوحين وجداً جريحاً

ونزفَ الكلامْ

وحلماً جنيناً

يمر إلى القلب

مشتعلاً بالعذاب

فيا دوحة الأرق المستفز

طوبى لقلبي,

عليك السلام

ركضتِ وراء النهارات

أحرقتِ كل البخور, رقصتِ

على النار عاريةً, غبت في رحم الأرض,

حاورتِ حزن الليالي

أما عاد طيفُ المسافر يخصب

أفراحك الغائرهْ!!

وأنتِ, مدى الدهر,

تُخْفينَ جوع الصبايا

وأحلامها الطاهرهْ..

لماذا يدوم الصقيع بأحشائك

المستفزَّة بالخصب والرعب

هل عقمَ الساهرون!!

وغالت رياحُ الشتاء

مواقدَ كل المروج

وعفت تضاريسها الثائرهْ...

فيا أنت..

في ملكوت الرياح عزيفٌ

وفي رحم الساريات نزيفٌ

وفي أفق القادمات حفيف

لك الأمر ما ضاق قلب بأحزانه السادره

وما ذر نجم بأفق

الصحارى وأحلامها العاقرهْ

فأيتها الأرض, يا جسدا عامرًا

تشتهيه الرياح

ويحضنه الماء والعطر

والراقصات الملاح

وأيتها الأرض, يجتاحك الشوق

للبذرة الرائحة

ففيكِ الختام لكلّ الطقوسِ

وكنْتِ لها الفاتحهْ

ويأيها العطش الأزليُّ,

يأيها النارُ سرُّ المدارات

ماذا تقولُ العصافير في جنباتِ

العروش الظّليلةْ

وماذا يبوحُ الحمامُ المهاجرُ في الرّوحِ

والقسماتِ النّحيلةْ

وماذا تقولُ عذارى الينابيع والمنشدون

وراياتُ خيلِ القبيلةْ

يظلُّ السؤالُ على شُرُفاتِ الرياحِ

يهوّمُ في كُلِّ فجٍّ, ويبقى الجواب عصيًا

فلا والزّمان المسُافرْ

وكحل رُموشِ العذارى السَّواحِرْ

وومض العُيون وعزْفِ الأساوِرْ

ورحلة سرب الطُّيورِ المهاجرْ

هي الأَرْضُ يحرثُها الطيِّبون

فتخصِبُ حُبّا نديّا ومرجَ اشتهاءْ

هي النارُ, تشعل صَخْرَ الينابيعِ

تحرقُ وجْه الصقيعِ

فينهلُّ في الأفق

قمحُ السَّماءْ

هي الطَّيْرُ تحت لهيب الرَّمادِ

تتوقُ إلى غابةٍ منْ غناءْ

فيا حبَّة القَلْبِ, لؤلؤة الرّوحِ

يا دَمَ هذا الوريد المسافر

في الليل, للفجرِ

إنا على مَوْعدٍ قد يطولْ

ولكنْ هَبيني ضفائرك المستطيلةَ

كالليل حتى زمان الأفُولْ

فشمشونُ, وهْمٌ وإنّي... أنا الأملُ المستنيمُ

وحلمُ طيور المنافي

وأيُّامُك القادمةْ

ففي القلْب يَصْهلُ شَوق الليالي

وفي أفق الحلم

وقعُ الخيول

No comments:

Post a Comment